U3F1ZWV6ZTQzNTUwNjc2NzQ5ODk1X0ZyZWUyNzQ3NTUzMjc1ODQwMg==

((حكم الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان )) ——————————_الهرم المصرى نيوز


 كتبت :-

الدكتورة /فاطمة جابر السيد يوسف

عضو هيئة تدريس بقسم الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بني سويف جامعة الأزهر الشريف.



يجب أن يعلم الجميع أن صوم النافلة قربة يتقرب بها العبد إلى ربه في شتى شهور السنة ، وهذا ما كان يفعله النبي (صلى الله عليه وسلم ) ولا نعلم أمراً أمر الله تبارك وتعالى به المؤمنين أو أمر به الرسول (صلى الله عليه وسلم ) في شعبان غير هذه النافلة نافلة الصوم أمر استحباب لا أمر وجوب ، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام (رجب) وشهر الصيام، اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظنُّ أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام، وليس كذلك .

وفي قوله: (يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان) دليل على استحباب عِمارة أوقات الغفلة بالطاعة فعن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال : ( رَجَبُ شَهْرُ اللَّهِ وَشَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي) ، وعن أسامة بن يزيد قال قلت يا رسول الله رأيتك تصوم من شعبان صوما لا تصومه في شهر من الشهور إلا في شهر رمضان قال ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وترفع فيه أعمال الناس فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ، ومن أسباب أفضلية الأعمال عند غفلة الناس مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهُل، وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين وكلما زادت مشقة العمل كان اعظم اجرا كما قال صلى الله عليه وسلم (أَجْرُك عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ) (مُتَّفَقٌ عَلَيْه) ، ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القران، ليحصل التأهب لتلقي رمضان وتتروض النفوس بذلك على طاعة الرحمن، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذّته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط".

أما عن تخصيص النصف الثاني من شهر شعبان بالصيام فلقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك إلا أن يكون للصائم عادة، فإذا كان عادته يصوم الاثنين والخميس أو يصوم يومًا ويفطر يومًا أو صوم نذر أو كفارة أو قضاء فلا بأس أن يصوم، أما أن يفطر النصف الأول ويبدأ الصيام في النصف الثاني من شعبان فهذا منهي عنه ، والنهي هنا للتنزيه وليس للتحريم ، بدليل أن الله سبحانه وتعالى رخص فيه الصيام لمن كان له عادة ، أو صيام نذر ، أو قضاء ، أو كفارة ، والحكمة من هذا النهي أن تتابع الصيام قد يضعف عن صيام رمضان .

فإن قيل: وإذا صام من أول الشهر فهو أشد ضعفاً .

فالجواب : أن من صام من أول شعبان يكون قد اعتاد على الصيام ، فتقل عليه مشقة الصيام ، وما كان ذلك إلا رحمة بالأمة أن يضعفوا عن حق القيام بصيام رمضان على وجه النشاط .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة