U3F1ZWV6ZTQzNTUwNjc2NzQ5ODk1X0ZyZWUyNzQ3NTUzMjc1ODQwMg==

خطيب بلا خطبه-الهرم المصرى نيوز

خطيب بلا خطبه

 


كتب ✍️: شرف عبد الرب.


لاتزال اغلب المساجد الى اليوم تعاني من كسل بعض الفقهاء وخذلان المسؤولين في الارتقاء بالنّهج الإسلامي وخُطب الجمعة والدروس اليومية أو بالأحرى في تجديد الخطاب الديني المِنبريّ. لم نعد نذهب يوم الجمعة إلى المسجد متحمسين للاستماع للخطبة، قد صرنا نعرف مسبقا مواضيع الخطب لكثرة تكرارها واستهلاكها، لا يغيب علينا ذلك المشهد الذي نرى فيه أناساً مستندين الى الحائط أو العمود، منهم من هو نائم، ومنهم من هو غائب يتأمل سقف المسجد ويتطلع نحو الداخل إلى المسجد والخارج منه.

فـ بالرغم من أهميتها ،ألا أن المصليين وصلوا الى حالة الاشباع منها ، نفس القصص ونفس الأمثلة ونفس العبارات ونفس المواضيع تتكرر في كل خطبة: التيمم، النية، أحكام الوضوء، النميمة، الطهارة، ملامسة النساء...الخ. لماذا يصرون على تجنّب طرح المواضيع الاجتماعية الحساسة التي تؤرق الناس؟ لماذا لا يسترد المنبر مكانته كأهم وسيلة اعلام وتنوير في الدولة؟ 

لا تريدون من الخطباء ان يتكلموا في السياسة؟

حسناً أطلقوا أيديهم وألسنتهم ليتكلموا في مشاكل البشر. لماذا لا يتكلمون عن «العنف» بين الناس، عن غلاء الأسعار، عن تدبير البيوت عن انقطاع الرواتب، عن مفارقات يومية تحدث لسائر الناس ، عن قصص واقعية عن الفقر والفقراء. لماذا نرى خطباء من غير خطبة على المنبر؟

يتشبثون بالمواضيع المملة الطويلة والقضايا التي لا تمت للواقع بصلة وهم بعيدون بعد المشرق والمغرب عن واقع اليوم وما يعيشه الشباب المسلم من اضطرابات وهموم وزعزعة في العقيدة التي قد تؤدي بهم إلى الإلحاد لا محالة، خصوصاً بعد أحداث الرّبيع العربي وما نتج عنها من خذلان كبار الفقهاء وسُكوت آخرين.

الشباب هم عماد المجتمع، ويجب أن تتجاوبوا مع مخاوفهم واهتماماتهم التي ترتبط بالواقع. يجب على الفقهاء والخُطباء أن يكونوا على دراية بالتحديات التي يواجهها الشباب وأن يروا عمق الاضطرابات التي يعيشونها والضغوط النفسية التي يتعرضون لها. من خلال فهم هذه التحديات، يمكننا تقديم توجيهات دينية ونصائح مستجدة وملهمة للشباب المسلم لمساعدتهم في التعامل مع مشاكلهم بشكل أفضل.

ومن الضروري أن يبذل الخطيب جهودًا جديدة لتحديث خطابه الديني وتقديم رؤية شاملة ومنفتحة تتجاوب مع تحولات المجتمع واحتياجات الشباب المسلم. نقدر جهودهم ونأمل أن يكون دورهم مؤثراً ومساهماً في توجيه شبابنا نحو الطريق الصحيح وتعزيز الاستقرار الديني لهم.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة