U3F1ZWV6ZTQzNTUwNjc2NzQ5ODk1X0ZyZWUyNzQ3NTUzMjc1ODQwMg==

المصالح بتتصالح_الهرم المصرى نيوز


  بقلم/ غادة فتحى

 المثل الشعبي يقول "المصالح بتتصالح" أي أن الأشخاص الذين تجمعهم مصالح مشتركة أو متبادلة لابد أن ينسجموا سويا من أجل تحقيق مصالحهم والعبارة الدارجة على الألسن في الأيام الأخيرة هي: مفيش صاحب بيتصاحب في صاحب مصالح بمعنى أن الصداقة بدأت تتقهقر ويحل محلها علاقات المصلحة وأيا ما كانت الأغاني والأقاويل والأمثلة الشعبية والقواعد القانونية والحياتية التي تمجد أو تندد بالمصلحة.إلا أننا في النهاية علينا أن نسلم بأن الإنسان مهما ادعى الإيثار والتضحية وإنكار الذات والتفاني من أجل الغير فهو في النهاية يعمل ويلعب لمصلحته ولكنه لا يدرك ذلك وهذا هو المضحك في الأمر

وقبل أن أشرح ما أقصده، أو أستفيض فيه أحب أن أنوه إلى أنني أقصد بهذا المقال توضيح الأمور للأشخاص الذين يكرهون عبارة "إنت كل اللي يهمك مصلحتك" أوأنت بتحب نفسك فللأسف هذه هي الحقيقة، فالإنسان وكل إنسان وأي إنسان بالقطع تهمه مصلحته في المقام الأول والأخير وهذا ليس شيئا مشينًا أو صفة معيبة تجعلنا نخفي وجوهنا خجلاً بل على العكس هي الطبيعة البشرية التي خلقنا عليها بدليل أننا يوم الحشر لن نهتم أو نعبأ بأي إنسان كائنا من كان مهما كانت مشاعرنا حياله ومهما كان فضله علينا فنحن عندما نؤثر شخصا ما على أنفسنا لأننا نكن له مشاعر مُعينة وحقيقية فنكون في واقع الأمر نبحث عن مصلحتنا ولكن تلك المصلحة تصنف على أنها مصلحة معنوية بحتة لأننا في الواقع نجد متعتنا ولذتنا في سعادة هذا الشخص وفي تحقيق رغباته، فنحن نستهدف راحتنا النفسية في الأساس بدليل أن مشاعرنا إذا تبدلت وتحركت تجاه شخص آخر يتحول إيثارنا ويذهب إلى الآخر مباشرة فنحن في هذه الحالة لا نؤثر هذا ولا ذاك ولكننا في الواقع نؤثر  مباشرة. والعكس صحيح وهذه مصلحة فطرية للغاية. وأصحاب الرسائل الإنسانية النبيلة. حتى الشخص الغافل الذي يُؤذي نفسه بسبب غفلته أو رعونته فهل نختلف على أنه أثناء إيذائه لنفسه تكون حساباته منصبة حول إسعاد نفسه وإرضاء نزواتها المُؤقتة سواء فسر هذا السلوك على أنه إيذاء مُمتع، أو على أنه سلوك سليم بالفعل، ولكنه في الحالتين كان يبحث عن مصلحته المُؤقتة من وجهة نظره، وهذه هي المصلحة الحمقاء العمياء.

وعليه، فلا تظنوا أن كل المصالح تكون مادية بحتة أو ذاتية مطلقة فهناك مصالح إنسانية وأخرى فطرية، وأيضا معنوية، ولكنها في النهاية مصالح لصيقة بصاحبها، قد يُضحي بنفسه وبروحه من أجلها، وقد يُضحي بعمره ووقته لتحقيقها، وقد يُضحي بأقرب المُقربين له من أجل الوصول إليها، فالمصالح هي تغليب الإيثار والمبادئ  التي نؤمن بها ونسعى لتحقيقها

فنحن نحب أنفسنا ومصالحنا ولكن بأشكال وصور مختلفة أحيانًا تحت بند التضحية وأحيانًأ أخرى تحت مُسمى الذاتية، ولكنها في النهاية تعكس مبادئنا وأفكارناحتى لو ارتبطت بالغير، وتجسدت في شكل إسعاده ولكن صدقوني في النهاية ستعود المنفعة الأدبية والمعنوية على أرواحنا وهذا الإحساس وذاك السلوك ليس فيه أي شيء مُشين على الإطلاق، حتى نتبرأ أو نتحرج منه، حين مُواجهتنا به، طالما أنه نابع من إحساس صادق وهدف نبيل، فكوننا نجد راحتنا وسعادتا ومصلحتنا في إسعاد الآخرين أو التضحية بأنفسنا من أجل معنى إنسانى  فهذا في حد ذاته قمة النبل والإنسانية

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة