U3F1ZWV6ZTQzNTUwNjc2NzQ5ODk1X0ZyZWUyNzQ3NTUzMjc1ODQwMg==

محاكمة الموتي -الهرم المصرى نيوز

محاكمة الموتي

 


بقلم / سلمي ابو بكر عبدالله 


كان المصري القديم يعتقد ان الميت سوف يحاكم امام اله الشمس وذلك استجابة لطلب اي انسان كان الميت قد اخطأ في حقه ،ثم ما لبثت ان ولدت فكرة محكمة اوزيريس التي تنتظر كل انسان لتحاكمه علي ما قدمت يداه من تصرفات وفقا لقواعد الاخلاق وهي محكمة بعد الموت يقف الناس امامها جميعا يؤدون امتحانا عسيراً عما قدموه في دنياهم خيراً كان او شر والنجاح في هذا الامتحان الالهي لم يكن نجاح لاصحاب الثروة والجاه والاهرامات الشاهقة ولا لمن يقدم قرابين وادعيات ولا لمن يقوم بتأدية طقوس وصلوات وانما سيكون لاصحاب العمل الصالح وذوي النفوس الطيبة وذلك لان تلك الاعمال سوف توضع بجوارهم وتقرر مصيرهم ولابد ان الناس جميعاً يجتازو تلك الامتحان العسير امام المحكمة لينالو السعادة في العالم الاخر وكما ذكر ايضا في تعاليم الملك الاهناسي يقول لولده انك تعلم ان القضاة الذين يحاسبون المذنب لا يرحمون الشقي يوم المحاكمة وتسوء العاقبة ان كانت التهمة من الواحد العاقل ،ولا تضع ثقتك في طول السنين فهم ينظرون الي فترة المحاكمة وكأنها ساعة ثم يبعث الانسان مرة اخري بعد الموت وتوضع اعماله بجواره كأكوام لان الخلود مثواه في عالم الاخرة والغبي من لا يهتم بذلك اما من يأتي يومئذ دون ان يرتكب اثما فأنه سوف يعيش مع الابرار وهكذا يحذر فرعون اهناسية ولده من يوم الحساب من يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا جاه ولا سلطان لان من سيحاسب الناس هو الواحد العاقل وسوف يجد اعماله كلها بجواره فمن يعمل خير يراه ومن يعمل شر يراه وهكذا تكون نتيجة المحاكمة فمن يصل الي الاخرة وقد عمل الخير في دنياه سيثوى مع الابرار ومن لا يكترث بنتائج هذا اليوم فهو غبي احمق وسيكتب عليه سوء المصير

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة