بقلم :الدكتورة نعمة عز الدين
من اكتر الحاجات المرهقة لنفس الانسان هي التظاهر بغير الحقيقة .. فكرة انه يتصنع بمشاعر و سلوكيات غير اللي جواه .. يبان جامد و هو من جوا مسكين بيستجدى شفقة حد يحضنه .. يبان صامد و هو في الحقيقة مستنفذ مستني اللحظة اللي يستريح فيها .. يبان مؤمن و واثق و هو تايه مش لاقي الطريق .. ! .... قسوة الاوقات ديه علي الانسان انه بيحس بفجاعة الوحدة .. و ان قد ايه المجهود ضخم مطلوب منه عشان يخفي حقيقته اللي محدش عنده استعداد يتقبلها .. قد ايه حقيقته غير مرحب بيها بين حتي اقرب الناس له !! ..
... فالألم الأصعب بيحصل لما في وسط الادعاء ده يواجه نفسه بسؤال ليه ؟! .. ليه انا باعمل كدة ؟ ليه باخفي و اكبت ؟ ليه بأزيف و اكتم ؟ ليه بأعنف نفسي و اضغط عليها و هي متستهلش كل ده مني ؟؟! بابيع ايه عشان اشتري مين ؟ بأضحي بجوهري مقابل رضا كاذب هش ؟؟ .. و الكارثة مش انه مش بيلاقي الاجابة و لكن لأنه مش بيقدر يصدقها .. و هي ان اول واحد رفض حقيقته مكانش اللي حواليه .. انما هو نفسه ..
فلو تعبان خد حقك في التعب .. عاوز تعيط ادخل اوضتك و عيط براحتك .. رافض اللي بيحصل خلي انسحابك شاهد علي اعتراضك و استياءك !! متضحيش لمجرد انك خايف علي زعلهم .. او تستلم عشان متعكرش صفو الجو العام !! .. ففي النهاية مفيش حاجة ممكن تكون اكتر اهانه من انسان جبان عايش مستخبي ورا نفسه ..
إرسال تعليق