(دينا لطفى )
دراسة بقلم :
مها السيد الخواجه
_________________
لمحات تراجيدية
وحضور طاغي للذات
في النص الشعري (غربلهم)
من ديوان (بهدلنا الحب)
للشاعرة المبدعة دينا لطفي
فهي شاعرة مطبوعة ولها صوتها الخاص بعيدا عن التنميط ومحاكاة الآخرين، استطاعت من خلال امتلاكها حساسية شعرية متميزة ومفردات لغوية تعبر عن وعيها الوجداني، مقدرتها على توظيف مجازات الشارع بلغة رشيقة في تشكيل شعري جمالي بعيدا عن التقريرية والمباشرة..
فذاتها الشاعرة الممتلئة بطاقة الحب مهمومة بالبحث عن المحبة الصادقة في العلاقات الإنسانية، فتأخذ القارئ والمتلقي في رحلة شعورية تخاطب فيها خياله بصورها التي ترسمها بحرفية السهل الممتنع .. فها هي تحث على التحقق والتثبت من مشاعر من حولنا، سواء كانوا أحبة أو أصدقاء أو غيرها من أشكال العلاقات، فجاءت صياغة جملتها في صورة بديعة وكأنها تعطي رسالة إفاقة بهزة قوية، بدأتها بفعل الأمر لتوضح بعد ذلك الغرض من فعلها هذا.. فتقول:
غربلهُم واحِد ورا واحِد ،
خِسارتهم مكسب ورياحه ..
صِابر علي كُل الهَمّ دا ليه ، ماتقول إحساسَك
بصراحه ،،
قول إنك كُنت مُغفل يُوم مافتحت
وِدانك لنفاقهُم ،،
قول إنك كنت مُحب عبيط
حولت دموعك تريائهم ..
ثم والتها بجمل دافعة تحمل في طياتها الكثير من الحقائق التي تلفت الأنظار إليها، فنجد جملتها سريعة وكأنها أسئلة وإجاباتها في ذات السياق فتقول:
وحشين والله وأسوأهم كان قاصِد يغلط ، ويعيبك ،،
والحاقِد كان صاحبك جداً
مش عايز غير اللي في جيبك ..
تديلُه وبردك بيسيبك ، ومزاجُه يبيع
من أول شُوط ..
يغتابك وينِم في حقك ،
غدار وماكانش معاك
مظبوط..
تقييمك ليهم كان مغلوط علشان
حبيتهم بزياده ،،
لتنتقل بعد ذلك لعرض الصورة الواضحة بتفاصيلها فتستعرض أفعال وأقوال صاغتها في جمل تحمل دلالات عديدة مختتمة جملتها الشعرية بكاف المخاطب في كل شطر، وبألفاظ بسيطة وعميقة في ذات الوقت .. فنجدها تدفع بالمفروض فعله وتحث عليه فتقول:
كان لازم تِبعِد أي خطوط
بتقرب للون السادة ،،
غربلهم غربل كالعاده /
دا الوِحده عباده ودُنيا وكون ..
غربِلهم دا البُعد سعاده ،
مش لازمك ناس معدومة اللون ..
خليك في الصح
وفي المضمون /
لتنطلق وكأنها تمسك بناقوس تحركه بين يديها، ومع كل حركة وإيقاع لفظ يجلجل بفعل الإفاقة والانتباه، لتعود لفعل الأمر مرة أخرى .. للتأكيد على التنبيه، فتقول:
إبعد عن كل اللي بوشين
إبعد عن كارِه ، ومُزيف ، قلاب وضميرُه
بين البين..
هاجِج إحساسَك م الخاينيين
وإتغطي بحد مُناسب ليك ..
علق ع بابك طوق ياسمين
يستاهلوا البِكر في قلب عنيك..
صدقني دا كانوا عبء عليك
ولا ليهم كلمة ولا عازه ،،
وورودهم اللي شافتها عنيك
خِدعه إتعملت لك من فازه
إختار الناس علي الفرازه
وصاحِب لك حد جميل وأصِيل
ماتجيش علي نفسك
ولا تصبُر
أكفُر بالحُب إن صابُه الويل ..
في الختام أحيي الشاعرة المبدعة والمتميزة/ دينا لطفي على روحها المحبة وطاقة الحب الذي تشع بها نصوصها، وأتمنى لها دوام التوفيق.
..........
مها السيد الخواجه
مارس ٢٠٢٣
(مها السيد الخواجه)
إرسال تعليق