U3F1ZWV6ZTQzNTUwNjc2NzQ5ODk1X0ZyZWUyNzQ3NTUzMjc1ODQwMg==

حوار مع أحد الشعراء العرب : الشاعر الصادق شرف في لقاء خاص-الهرم المصرى نيوز

حوار مع أحد الشعراء العرب : الشاعر الصادق  شرف في لقاء خاص


بقلم / ربيعةشلغوم

ولد الصادق حمدان شرف سنة 1942 في مدينة ( منزل تميم ) التابعة لولاية ( نابل ) في القطر التونسي وقد ترعرع في هذه المدينة وتعلم اول حروفه في الكتاب ثم اكمل المرحلة الابتدائية ثم المرحلة الثانوية في مسقط راسه (منزل تميم ) .

انتقل الى مدينة ( تونس) عاصمة البلاد فدخل المدرسة الصناعية وحصل على (شهادة الكفاءة الصناعية ) في عام 1965

ثم اكمل تعليمه العالي في الجامعة التونسية

الصادق صدق في محبته للادب والشعر فاخذ ينظمه بسن مبكرة ونبغ فيه يقول في احدى قصائده الغزلية ليعبرعما يكتنفه من مشاعر الحب والغرام والروح الشبابية .

التقيانا الشاعر الكبير الصادق شرف في لقاء خاص ليتحدث عن جدلية الإجتهاد في القرآن  و يقول 

"هناك أمور ترسخت عبر الصمت التاريخي في ذهن المسلمين يعتبرونها اليوم مقدسة ! لو فكرنا فيها لوجدناها تضرب في صحو القرآن وتخالفه وهم يدافعون عنها دون علم، كالختان ذكرا وأنثى والدعاء واللحية والحجاب والخمرة والميراث والخلط بين العقل والنقل والتفريق بين الرسل وغير ذلك كثير جدا ولعل اخطرها وهو التقديس خاصة ما كان منه مغلوطا على الإطلاق ، ذلك لأن معظم الناس قد جُمدت عقولهم وأخضعوها كليا للموروث الديني! وعندما تخبرهم بما أنعم به عليك ربك من معرفة يتهمونك بالارتداد عن دين الله والإلحاد .. ويقولون لك : من أين لك هذا ؟ ثم يحاجّونك بأحاديث نبوية أغلبها مغلوط أو منتحل أو ضعيف ولكنهم أخذوها مسلّمة بل ويرفضون النقاش فيها وذلك نتيجة خطإ وقع فيه السلفيون الذين يخلطون بين الاحترام والتقديس مثلا لشخصية النبي والصحابة جيلا بعد جيل، وعدم معرفة التمييز بين الرسالة والرسول وبين الآية القرآنية والحديث النبوي والمقولة الشهيرة، وهذا ما جعلهم ينسبون أحاديث إلى الرسول تتعارض مع القرآن، وتجعل الإنسان الغافل يشرك بالله بغير علم، ويظل صنما لا يقبل النقاش ولا تميله  للحوار صلابة النقل ويبقى مستهلكا فقط دون عقل، وإنه لابتلاء كبير أن تُناقش امرأ لا يعرف الفرق بين الحلال والمكروه والحرام والعادات والتقاليد !

لذلك أنا أهيب بالمؤمن أن يفسح لعقله فتح الأقفال او كسرها تماما ليتدبر القران كما جاء في قوله : " أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها " (سورة محمد ــ  24)، وأيضا في قوله : " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ( سورة الجاثية، ــ  13)

وأنا أعتقد أنه حان الوقت ــ إن لم يكن قد فات ــ لنجريَ بحثا عقلانيا منطقيا لسياق النص القرآني يتماشى وزماننا هذا كي لا نضلّ .. وقد جاء في (سورة البقرة ــ 26) قوله : "ويُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ" وما ابلغ قوله في (سورة آل عمران‏ ــ 7 ‏)‏ : " وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ‏" والراسخون في العلم هم من أتاهم الله الحكمة .. والله يؤتي الحكمة من يشاء (سورة البقرة، 269 ) ويوحي بها لمن يريد، والحكمة في الدين هي البصيرة التي تأتي عن جهاد دائم في تدبّر القرأن لمعرفة المراد ومحاربة العقل الجمعي الذي يعتقد أنه على شيء وما هو على شيء..

والحكمة هي أيضا المعرفة العقلانية التي يتمكن بها المرء من التعامل مع القرآن وتدبّره وتأويله حسب السقف المعرفي في زمنه، فيوفّقُ للصوابِ من الرّأي ويعالجُ الأمور بتريث وتبصّر، وبتعديل لنهجه، وبسلوك لقصده بلا إفراطٍ .. ولا تفريط .. وبلا شطط .. ولا تشطيط ، فالّذي يؤتى الحكمة يجافي القصور، ويجانبُ الزيغَ والخلل، ولن يصل الانسان الى هذه المرحلة الا اذا ارتفع لديه النضج المعرفي الذي منعه عنه في السابق ذلك التراث المتحيز لأرباب من دون الله. 

وانا حتى ولو لم أكن راسخا في العلم فمن ذا الذي يمنعني من أن أدعيَ ذلك ؟ وأن أسعى مجتهدا لذلك، فالعلم في الدين لا يأتي من فراغ وليس هنالك تقليد في الدين فكل فرد مسؤول عمّا يعرف .. فالذي يُقلّد غيره في الدين هو الذي لا يريد ان يتحمل المسؤولية ويعتقد أنه سوف يخادع الله يوم القيامة بأنه لم يكن يعرف .

 وأنا دائما ما أحس في داخلي أن هنالك خلل في كل شيء يصلني من هؤلاء الشيوخ الذين يفسرون القرآن على أهوائهم لهؤلاء الجهلوت الذين يعتقدون أنهم مركز الكون يدور حيث داروا، بينما هم يقولون على الله ما لا يعلمون ويأخذون من القرآن ما يوافق هواهم وأما ما يخالفه فإنهم يحرفونه عن مواضعه .. كما جاء في قوله الحكيم : " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَ يَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ " (البقرة : 174) وهنا أذكر قصة قصيرة جدا جاء فيها أن ثعلبا قال لأبنائه : يا أولادي اسرقوا الدجاج من أي بيت في القرية وإياكم بيت شيخ الجامع. فسأل الصغير : ولماذا ؟ ! فأجابه الثعلب الأب : لأنكم إذا سرقتم دجاجة من بيته سيصدر فتوى تحلل أكل لحم الثعالب وسيخترع عشرات الأحاديث التي تؤيّد كلامه . 

وأنا حين أتأمل في عنعنات هؤلاء أحس كأن لي نظاما يحميني من الإنزلاق في ما يقولون، ويحاول ذلك النظام العقلي إخباري بأن هنالك شيئا خاطئا في كلامهم، وذلك ما يفـتح لي باب الاجتهاد ويجعلني أقول ــ لا كما يقولون : من اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد ــ وهذا الثابت في إذهانهم أريد خلخلته فأقول واثقا من قولي هذا وهو : ــ من اجتهد وأصاب فله أجر واحد ومن اجتهد ولم يصب فله أجران اثنان : ـ الأجر الأول منا له لمحض اجتهاده ، والأجر الثاني منا له ليعيد اجتهاده ـ أما الذي اجتهد وأصاب فله منا أجر واحد لا لكونه أصاب بل لمحض اجتهاده .. أما كونه أصاب فذلك أجر لا أعظم له منه .. فكل الأجور التي هي منا له مهما كانت عظيمة فلن تكون إلآ ضئيلة مقابل كونه اجتهد وأصاب ( كمنحة من الله ومحنة له ).


 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة