U3F1ZWV6ZTQzNTUwNjc2NzQ5ODk1X0ZyZWUyNzQ3NTUzMjc1ODQwMg==

علاقة الكوارث والمصائب بالإنسان-الهرم المصرى نيوز


 

  


بقلم الباحث الإسلامي /السيد حشيش. 


بسم الله الذي خلق الوجود وخلق كل شئ وقدره قبل أن يكون خلقاً مبثوثاً في كونه ولا شئ يخرج عن قوانين الله وأقداره بل كل شئ في كتاب مرقوم وأنتهى القضاء فيه في لوح الله المحفوظ .


إن الله سبحانه وتعالى قد جعل المصائب متلازمة للعباد في كل عصر ولا فك بينهم أبداً وإنه عز سلطانه قد أخبر عبيده بهذا الأمر القدري والحتمي وأخبرهم في كل الرسالات بأنكم مختبرون ومصابون بالكوارث والمصائب وهذه رسالة مسبقة من قبل الله للعباد


فلا أدري لماذا العبيد يتفاجئون من نزول المصائب ويعيشون في صدمة كئيبة وحزن عضال على الرغم من أنهم أخبروا خبراً يقينياً بهذا الأمر !


وذلك يحدث لأن معظم الناس لا يقرأون كتاب ربهم بعين البصيرة والتأمل في أحكام الله المنزلة في القرآن وقبل ذلك من كتب سماوية جليلة


وأفة البشر هي الضعف وعدم التحمل لمصائب مقدرة عليهم وعندهم علم منزل بذلك الأمر الذي قضاه رب العالمين بحكمة.


فإن الله تبارك وتعالى قد أخبر العبيد أنهم عرضة للأختبار بكل الطرق عن طريق فقد الأحباب بالموت أو نقص الأموال أو الجوع أو العوارض التي تكدر على الإنسان حياته ثم أمره الملك أن يواجه كل ذلك أولاً بالصبر الجميل والحلم الرشيد والاحتساب عند الله الملك القدير وأن يرجع الإنسان كل أموره إلى حكمة مولاه الخالق العظيم ويرضى بما قدره الله العليم البصير بأحوال وشئون خلقه قاطبةً في آن واحد بقدرة عظيمة.


لذلك فإن كل إنسان له عدة كوارث مقدر عليه أن يجاريها وتقع له ويتجرع مرارة الألم والفراق والحسرة والندامة والكسرة والكأبة والهم والغم في الدنيا ولا مفر لأحد من هذه الأقدار والجميع شارب من كأس الحزن كما يشرب من كأس السعادة.


فيجب على كل إنسان أن يتقبل أقدار الله الملك الحكيم بشئ من الطمأنينة والحكمة والصبر والرضي وأن يحكم عقله الرشيد وإيمان القلب عند النوازل المقضية ويطلب من مولاه السميع العون والقوة والصبر والرضي والسداد وتجاوز كل عثرات المصائب بسلام وأجر وثواب جزيل. 


 ويجب على العاقل ألا يضيع على نفسه أجر المصائب فإن ثوابها كبير للغاية وينفع العبد في الدنيا والقبر والآخرة والصابرين لهم مكانة كبيرة عند الله جل جلاله حيث ورد في فضلهم وكرامتهم على الله  بأنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب كما قال الملك الحق في قرآنه المجيد : إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب....

تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة