بقلم / السيد حشيش .
تعتبر هذه المشكلة واحدة من كبريات المشاكل التى تواجه المجتمع المصرى بشدة ،حيث إن الجميع يعانى كثيرًا من مشاكل التزاوج فيما بينهم ،نظرًا لتثاقل كلفة الزواج المرهقة لكلا الطرفان المقبلان على الزواج ،ومن هنا تتنامى وتيرة النفور من الزواج والركود فى العزوبية بشكل ملحوظ للغاية فى شتى طبقات المجتمع المصرى .
وجد الله الواجد الزواج وشرعه ليكون سنة كونية لإستمرار عنصر البشر على هذه الأرض ،ويجب أن يعى الأنسان بكل مراحله ؛ أن عملية الزواج تحتاج فقط إلى إمكانيات قليلة للغاية غير تلك التى يتعامل بها المجتمع المصرى ! الذى يجهز من الأمكانيات العرسية ما يجعل العقل يذهل وكأن العقل قد وقف فالحياة فترة قصيرة لا تحتاج كل ذلك العبث والأعداد المرهق للزواج !!!
والأمر يزداد غرابة عندما تجد ضعاف الأحوال المادية يريدون أن يفعلوا كما يفعل أهل الغنى واليد الطائلة ماديًا ! وأصبح الجميع يقلد بعضه البعض ! ولذلك كثرت مشاكل الزواج وتضاعفت الأعباء وكثرت الديون وعسر الحال على الناس لنجد الصورة التى يكون عليها مجتمع مصر للأسف الشديد وهذا عكس بعثة الأنبياء جميعهم لأهل الأرض 🇪🇬.
رحم الله سبحانه وتعالى قوم قد عرفوا حجمهم وأدركوا أمكانياتهم وعلموا قدر طاقتهم فلا كلفوا أنفسهم فوق طاقتها ولا شقوا على غيرهم !!! فهؤلاء هم أهل الرشد والحكمة والتقوى والعقل البصير الذى يتحرك وفقًا لقدرته ،ولذلك يجب أن تجاهد الأسر المصرية جميعها إلى ضرورة تغيير أنماط التفكير وتبديل طرق التعاطى مع عملية الزواج لتكون يسيرة وهينة وفى متناول الجاد المقبل على الزواج الذى يريد التناكح الشرعى وتنفيذ سنة الله الكونية فى التناسل وعصمة النفس من بؤر الهوى ،،،
وينبغى على رجال الدين والأعلام والتعليم والثقافة والوعى أن يسعون بالدعوة الراشدة والحكمة الحسنة والموعظة الطيبة والفكر المستنير إلى تغيير مفهوم الزواج عند العائلات المصرية وترسيخ مبادىء الأخلاق الطيبة ! بدلًا من أفكار وعقيدة الأموال الطائلة والمادة الطاغية فى عملية الزواج ،ولكى يتم تزويج الشباب والفتيات الذين سوف يموتون قهرًا وهم محرومون من متاع محلل وفطرة بشرية وشهوة طبيعية بسبب تعنت وجهل وغباء وطمع وجشع وفهم عقيم عن مفهوم الزواج عند المصريين خاصةً عن بقية سكان الكوكب الأخرين ...
يجب أن تلعب مؤسسات الدولة المصرية دورًا مهمًا فى تثقيف الناس ورفع درجات الوعى وترسيخ مفاهيم الرقى والتحضر البشرى ! وتوجيه الناس نحو قيم التواضع والتسامح وترك التعامل وفقًا لمعايير المادة الخاوية ! وذلك لأن أعظم سلعة خلقها الله هو الأنسان على أرضه! وما دونه فهو لخدمة حياة الأنسان،،،
وينبغى أن يتم نسف الأفكار البالية والرميمة عن مفهوم الزواج عند المصريين ،وتحريره من دونية المادة إلى مرتبة الأخلاق الطيبة والرضى بما هو موجود والصبر على ما هو مفقود ،والتساهل فى عنصر المادة من أجل بقاء عنصر البشر سعيدًا وأخذًا حقوقه الفطرية بسلام ، وهذا هو هدف كل دين نزل به جبريل الأمين على جميع الأنبياء عليهم السلام من قبل رب العالمين ....
مقال رائع ولغة قوية وأسلوب مميز
ردحذف