U3F1ZWV6ZTQzNTUwNjc2NzQ5ODk1X0ZyZWUyNzQ3NTUzMjc1ODQwMg==

بوابه المخطط ((دارفور)) -وفاء فوزى



✍️ وفاء فوزي


ما يحدث في السودان يهدف إلى مخطط قيام دولة دارفور، تلك الدولة ستكون البوابة التي يتم التحكم فيها ‏بعلاقة مصر بأفريقيا أو بالحري التي من خلالها سيتم عزل مصر عن أفريقيا.


تبلغ ‏مساحة دارفور حوالي (510,888) كيلومترا مربعًا، أي ما يعادل خمس مساحة ‏السودان وضعف مساحة مصر، ويشكل الإقليم نقطة تماس مع ما يعرف بالحزام ‏الفرنكفوني (تشاد، النيجر، أفريقيا الوسطى، الكاميرون) وهي الدول التي كانت ‏تحكمها فرنسا أثناء عهد الاستعمار، تنقسم القبائل في دارفور إلى "مجموعات ‏القبائل المستقرة" في المناطق الريفية مثل: "الفور" و"المساليت" و"الزغاوة"، ‏و"الداجو" و"التنجر" و"التامة"، إضافة إلى "مجموعات القبائل الرحل" التي ‏تتنقل من مكان لآخر، ووفدت للمنطقة مثل: "أبالة" و"زيلات" و"محاميد" ‏و"مهريه" و"بني حسين" و"الرزيقات" و"المعالية". ‏


دار فور تحدها من الشمال ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الجنوب الغربي جمهورية ‏أفريقيا الوسطى، ومن الجنوب نهر بحر العرب‎ ‎وشمال غرب بحر الغزال، ومن ‏الشرق كثبان كردفان، ومن الشمال الشرقي الإقليم الشمالي، فأقليم دارفور غني ‏اقتصاديًا بالكثير من الموارد والثروات وعلي الرأس المعادن المتمثل في الذهب ‏واليورانيوم .‏‎ ‎والصمغ العربي‎ ‎فضلا عن القطن‎ ‎والتبغ‎  ‎والقمح‎ ‎والذرة‎ ‎‏ وغيرها من ‏المحاصيل الأخرى بجانب ثروة حيوانية ضخمة قوامها الابل والغنم والبقر.‏


وبالنظر إلى جغرافية المكان وثرواته نستطيع تحديد أهداف المخطط ضد مصر، ‏فموقع الإقليم جغرافيًا يجعله البوابة الجنوبية الغربية المتصلة بأفريقيا وثرواته تجعله ‏مطمع لموطئ أقدام الكثير من قوي  الاستعمار التي تبحث عن طوق النجاة من ‏الحصار البريكسي " دول البريكسي" ضدها،.


في يناير الماضي 2023، أعرب وزير الخارجية المصري، سامح شكري عن ‏استعداد بلاده للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل استضافة مركز عالمي لتوريد ‏وتخزين الحبوب، بما يسهم في مواجهة أزمة الغذاء العالمية، جاء ذلك في كلمة ‏للوزير المصري خلال الاجتماع الوزاري لمؤتمر "صوت الجنوب" تحت الرئاسة ‏الهندية لمجموعة العشرين، وفي بداية أبريل الجاري قال نائب وزير الخارجية ‏الروسي، سيرغي فيرشينين إن جميع الشروط تنطبق على مصر لتصبح مركزًا ‏للحبوب الروسية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وأثناء ذلك كانت قد قررت ‏مصر الانسحاب من اتفاقية تجارة الحبوب الأممية، التي وقعت عليها ضمن 35 ‏دولة في عام 1995. وأخطرت مصر الأمين العام للأمم المتحدة، في فبراير ‏الماضي  بنيتها الانسحاب من الاتفاقية اعتبارا من نهاية يونيو القادم، تلك ‏الاتفاقية تخدم الأهداف الاقتصادية للاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية ‏وانسحاب مصر منها مع إعلان روسيا بإمكانية أن تصبح مصر مركزًا لتوزيع ‏الحبوب في الشرق الأوسط وأفريقيا، كل ذلك تزامن مع إعلان مصر الانضمام ‏لصندوق التنمية الجديد " بريكس" تمهيدًا لانضمامها إلي تحالف بريكس رسميًا ‏وهذا يعني  الكثير والكثير للنظام العالمي القائم حاليًا، لان مصر تمثل المرتكز ‏الجغرافي للقارات الثلاث لذلك تسعي اليها كل القوي الكبرى التي ترغب في تصدر ‏أو التواجد في المشهد عالميًا في المستقبل، فقفزها من السفينة الأمريكية يعني بكل ‏وضوع المساهمة بقوة في غرق تلك السفينة على الأقل في أفريقيا والشرق ‏الأوسط وهذا ما تحاول الأن القوي الاستعمارية الغربية بقيادة أمريكا والغرب منع ‏حدوثه، عن طريق تطويق مصر لمحاولة تحيدها على الأقل من التواجد داخل دول ‏البريكس الذي سيستخدم طريق الحرير الصيني البرمائي للتواجد في كل قارات ‏العالم ومرتكزه القوي في مصر، والذي سيساهم في عزل أمريكا عن اليابسة ‏والرمي بها ما وراء البحار.‏


وهنا مخطط دولة دارفور الجاري بشأنها الأحداث الأن في العالم، فقيام تلك الدولة ‏وتواجدها تحت النفوذ الأمريكي الغربي، يعني خنق مصر وقطع طرق الأمداد بينها ‏وبين أفريقيا والشرق الأوسط، بل وفتح بوابة مشتعلة علي حدودها  ‏الجنوبية الغربية، وهنا المواجهة بين أمريكا والغرب من جهة وبين الصين ومعها روسيا ‏ودول البريكس من جهة أخري ، والهدف الأهم من المخطط أيضًا هو الاستيلاء ‏علي ثروات الذهب واليورانيوم اللذان هما اهم وافضل المعادن في العالم ومن ‏يحوز عليهما يتمتع بمقدار من القوة العسكرية والاقتصادية في النظام العالمي ‏متعدد الأقطاب الذي شارف علي التواجد، فالذهب هو المخزون والغطاء للتعاملات ‏التجارية في القريب العاجل، واليورانيوم هو الذي يدخل في الكثير من الصناعات الثقيلة ومنها الأسلحة العسكرية ‏الذرية والنووية، مع تصميم محطات ومفاعل التوليد النووي، هنا مخطط قيام دولة ‏دارفور  ضد مصر.




 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة