بقلم : إيمان فتيحة
• أخصائى التربية الخاصة و الإشاد الأسرى و النفسي و التربوي
لاشك أن الألعاب الإلكترونية وسيلة مذهلة للترفيه سواء كان الشخص يلعب لوحده أو بمشاركة أشخاص أخرين مما يجعل اللعب أكثر متعة و أكثر استنزافاً للوقت . و لكن هل هنالك تأثيرات للألعاب الإلكترونية على الدماغ ؟؟
على الرغم من أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تحسن التنسيق بين اليد و العين و تزيد من مهارة حل المشكلات ؛ إلا أن الإفراط في اللعب يسبب الكثير من الأثار السلبية خاصة على الدماغ .. منها : 1. التأثير السلبي على التفكير :
قد يؤدى اللعب المستمر في الألعاب الإلكترونية إلى تراجع أو تلف الأجزاء المسئولة عن السلوك و العاطفة و التعلم في الدماغ ؛ لآنها تعمل على تحفيز منطقة الدماغ التى تتحكم في الرؤية و الحركة فقط ؛ الأمر الذى ينتج عنه كسل المناطق الأخرى المتعلقة بالسلوك و التعلم و غيرها .
2. إدمان الألعاب الإلكترونية : أظهرت الدراسات أن الألعاب الإلكترونية يمكن أن تسبب الإدمان بما يُسمى بظاهرة "اضطراب ألعاب الإنترنت". و ذلك لأن ممارستها تؤدي إلى زيادة إفراز الدوبامين المعروف بـ "هرمون السعادة" مما يجعل اللاعبين أكثر اندفاعاً و رغبةً في مواصلة اللعب إذ تصل مستويات الدوبامين بعد ممارسة الألعاب الإلكترونية إلى نفس مستوياته بعد حقن المخدرات أو العقاقير المنشطة مما يعني حدوث تغيرات في الدماغ مشابهة للتغييرات التي تظهر في اضطرابات الإدمان الأخرى .
3. ظهور مشاكل سلوكية : تظهر عدد من المشاكل السلوكية لدى مدمني الألعاب الإلكترونية خاصةً عندما يتم حرمانهم منها ؛ متسببة بأعراض انسحابية مشابهة للموجودة في حالات الإدمان مثل السلوك العدواني و انعدام القدرة على التكيف مع الظروف المحيطة و المشاعر السلبية ، و تدني احترام الذات و الميل إلى العزلة و يظهر هذا التأثير السلبي بسبب التأثير المؤقت للألعاب على الدوبامين لذا عند انخفاضه مرة أخرى يرسل إشارات للدماغ تسبب حدوث مشاكل نفسية و إضطرابات مزاجية .
4. التوتر : تصمم الألعاب الكترونية بطريقة تجعل من أدمغة لاعبيها في حالة توتر مستمر، خاصةً أثناء انتظارهم المكافأة لذا ستظل متوتراً خوفاً من الخسارة وفي انتظار الفوز .
5. إحداث تغييرات في أداء الدماغ : تتسبب الألعاب الإلكترونية بانخفاض النشاط في جزء من الدماغ يُسمى " قشرة الفص الجبهي" و هو الجزء المسئول عن [ إصدار الحكم ، واتخاذ القرار، و السيطرة على الانفعالات وانخفاض النشاط في هذا الجزء ينتج عنه تجاهل الأشخاص لتوفير احتياجاتهم الأساسية، مثل الطعام والنوم والنظافة وعدم مقدرتهم على اتخاذ القرار ] .
6.ضعف الأداء المدرسي: إن الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية يتسبب في نقص القدرة على التركيز على المدى الطويل ؛ الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض مستوى الأداء الأكاديمي والمهني في المدرسة والجامعة حيث يلجأ العديد من الأشخاص إلى لعب الألعاب الإلكترونية للهرب من المسئوليات والإخفاقات المتكررة كما أظهرت الدراسات وجود علاقة عكسية ما بين الوقت الذي تم قضاؤه في اللعب و مقدار الإنجاز المدرسي .
نصائح لعلاج الإدمان على الألعاب الإلكترونية
• تحديد وقت اللعب و لتكن ساعة أو أقل في اليوم .
• حل المشكلات التي قد تدفع الشخص إلى الإدمان على الألعاب (كالفراغ ، والاكتئاب
والوحدة ، و الحزن ) .
• مراقبة نوعية الألعاب فبعضها قد يتسبب بسلوكيات عنيفة وعدوانية أو توتر المستمر .
• التركيز على الأشياء الممتعة الأخرى مثل اللعب في الخارج مع الأصدقاء .
• بناء الثقة بأنفسهم ؛ لمواجهة العالم الحقيقي بدلاً من الهروب لعالم افتراضى .
• بقلم : إيمان فتيحة
• أخصائى التربية الخاصة و الإشاد الأسرى و النفسي و التربوي
إرسال تعليق