كتبت / د.ولاء حسني
أمي العزيزة
أكتب اليك وبيننا جدار واحد يفصل غرفتينا
ولكن بيننا أميال في التواصل
لدي الكثير لأفضي به اليك
أفكار كثيرة تدور في رأسي
ومشاعر تمتزج في قلبي
أعرف أنك تتسآلين بسخرية
ما الذي يشغل عقل ذي العشر سنوات
وعن أي مشاعر يتحدث
أمي العزيزة
أنا لست قطاً
كالتي ترعاه خالتي
ربما عندما كنت رضيعاً
عندما كان الطعام والشراب أكبر همي
عندما كانت تكفيني أحضانك الدافئة
ومداعبتك الحانية
ولكني انهيت عقدي الأول
وأنا الهث ورائك
أحاول ارضائك
اتجنب تقلباتك
مر عقد من الزمن
ولم أتذمر
لم أتكاسل
أرضى بكل ما ترسمينه لي في خيالك
ولكني لست قطاً
ضاعت سنوات اللعب والهزل
في لعب دوراً أكبر مني
وها أنا الآن في بداية عقدي الثاني
مع العديد من المحاذير
فقد صرت كبيراً
يجب أن تكون مسؤولاً
فلماذا سلبتي طفولتي
وأنتي على علم برحيلها
في غضون سنوات قليلة
خدعتيني طواعية
أخبرتيني يقينا
أن الكمال موجود
وأن الخطأ ممنوع
وأن حبك مشروط
فسرت في دروبك
أجلد نفس على أي خطأ
ويأكل الذنب روحي
أشعر اليوم بالغضب
اليوم دون غيره
علمت كيف سلبتيني سنين الشقاوة
حكت لي معلمتي
عن قصة سيدنا يونس
فقالت أنه خالف وأخطأ
فصحت معترضاً
كيف لرسول أن يخطأ
فالخطأ ممنوع
نظرت لي باتسامة
وشرحت ليه باستفاضة
أنا الانسان يصيب ويخطأ
وأن الله خلقنا خطائين
وخير الخطائين التوابون
وأن الخطا فرصة للتعلم
وأنننا نمو وننتطور بالخطأ
وان الكمال لله وحده
لايوجد شخص مثالي
انما انسان يجتهد ويحاول
وهذا ما جبلنا الله عليه
أعلم يقينا أنك تحبيني
وجهدك معي يستحق امتناني
ولكن أحتاج أن اتنفس
أن تتسخي ملابسي دون رعب
ان أنقص درجة دون خوف
ان امارس حياتي دون ضغط
انا ارتاح دون لوم
أن أسقط وأتعلم النهوض
أريد حباً غير مشروط
أن أكون انساناً مقبول
أمي العزيزة
لست كقط خالتي .
إرسال تعليق